برلين في ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٣
أدانت مؤسسة دعم القانون والديمقراطية اليوم، منع الناشطة الحقوقية البارزة مريم الخواجة ووفد حقوقي بارز من الصعود على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية البريطانية يوم ١٥ سبتمبر الماضي، كانت متجهة إلى البحرين من مطار لندن-هيثرو الدولي، للمشاركة في حملة حقوقية تستهدف إطلاق سراح والدها المدافع البارز عن حقوق الإنسان عبد الهادي الخواجة والمسجون في البحرين منذ سنوات، والذي يحمل ايضاً الجنسيتين الدنماركية والبحرينية.
وكانت الخواجة قد نشرت فيديو على شبكة أكس للتدوين القصير وصرحت فيه بقيام الخطوط البريطانية بناء على أوامر من السلطات البحرينية بمنعها من الصعود على متن الطائرة المتجهة للبحرين، وذلك على الرغم من حملها للجنسية البحرينية، وطالبوها بالتحدث مع سلطات الهجرة البحرينية إذا أردت الصعود للطائرة، وقالت الناشطة “لربما كانت هذه فرصتي الأخيرة لرؤية والدي”.
وجدير بالذكر أنه كان برفقة مريم الخواجة وفد حقوقي بارز يضم الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنياس كالامار؛ ومديرة فرونت لاين ديفندرز أوليف مور، والمديرة السابق للمنظمة أندرو آندرسون، والأمين العام لمنظمة أكشن أيد الدنماركية تيموثي وايت، وجميعهم منعوا أيضًا من ركوب الطائرة.
وكانت الخواجة قد أعلنت عن رحلتها المقررة إلى البحرين على وسائل التواصل الاجتماعي منذ يوم 7 سبتمبر 2023.
وكان الحقوقي البارز الحاصل علي العديد من الجوائز الدولية البارزة في مجال حقوق الإنسان والرئيس السابق لمركز البحرين لحقوق الإنسان عبد الهادي الخواجة والذي شغل ايضاً عدة مناصب أخري في منظمات حقوقية بارزة، قد اعتقل في البحرين منذ أبريل ٢٠١١ على خلفية دوره البارز في الاحتجاجات المطالبة بإصلاح أوضاع حقوق الإنسان في البلاد تزامناً مع ثورات الربيع العربي، ومثل لمحاكمة معيبة انتهت بالحكم عليه بالسجن المؤبد.
واحتجاجاً علي أوضاع السجناء في سجن جو المركزي، دخل الخواجة مع مئات السجناء الآخرين إضراب عن الطعام في ٩ أغسطس ٢٠٢٣، وذلك للمطالبة بتحسين ظروف احتجازهم والسماح لهم بعدد أكبر من الزيارات وتوفير الرعاية الطبية الكافية، وقد أدى الإضراب إلى تدهور صحته، ونُقل إلى المستشفى مرتين في حالة طوارئ، وكان الإضراب قد توقف في ١١ سبتمبر الجاري بعد وعد من إدارة السجن بتحسين ظروف الاحتجاز إلا أن عاد الخواجة قد استأنف إضرابه في ١٣ سبتمبر ٢٠٢٣ لعدم التزام إدارة السجن بوعدها وإلغاء موعداً كان قد محدد له لمقابلة طبيب العيون.
السلطات البحرينية تصر على عدائها الواضح لحقوق الإنسان، وهو ما يتأكد بمصادرتها للحق في حرية التنقل من الناشطة مريم الخواجة، ووفداً حقوقياً بارزاً، وحرمانها من العودة لبلدها ومقابلة والدها، وهو ما يشكل عقاباً إضافيا لها ولوالدها بالمخالفة لكافة مبادئ وقوانين حقوق الانسان.
وأكدت مؤسسة دعم القانون والديمقراطية إنه يتوجب على السلطات البحرينية وقف سلسلة الاعتداءات والانتهاكات المستمرة منذ سنوات طويلة ضد الحقوقي البارز عبد الهادي الخواجة وأسرته، وإطلاق سراحه فورياً بلا مزيداً من القيود.